دور التقنيات الحديثة في الإثبات الجنائي
الملخص
مما لا شك فيه أن العالم قد تغير جراء التقدم العلمي الهائل الذي تشهده الدول، فهناك من استغل هذا التطور فيما يقدم به مصلحة لنفسه أو لمجتمعه، وفي المقابل هناك من استخدمه في جرائمه مما سهل عليه ارتكابها واخفاء ملامحها والدليل الناجم عنها للفرار من قبضة العدالة، مما يصعب الأمر على سلطات التحقيق في تقفي أثره ونسبة الجريمة له.
وفي المقابل فإن هذا التطور ليس حكراً على مرتكبي الجرائم فقط، وإنما قد تلجأ إليه سلطات التحقيق أيضاً عند وقوع أي جريمة، خاصة الجرائم الخطيرة والمنظمة، وبهذا أصبح هذا الأسلوب إجراءً لابد منه وإن اعترته بعض الشبهات حول مشروعيته، ومدى قوته كدليل إثبات يصلح أن يكون له حجية الحكم المقضي به، وما مدى ارتياح القاضي له والاطمئنان له، والتأكد من أن سلطات التحقيق وهي بصدد استعماله في كشف الحقيقة لم تهتك ستراً، أو تفضح سراً يمس بكرامة الأفراد وصون حرياتهم وحياتهم الخاصة.