القيم الاسلامية وأثرها على الفرد والمجتمع
الملخص
إن الإيمان بالله وعبادته على استقامة, وإقرار شريعته في الأرض كلها إنفاذ لسنن الله, وهي سنن ذات فاعلية إيجابية, نابعة من ذات النبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار.
فالإنسان قوة من قوة الوجود. وعمله وإرادته وصلاحه وعبادته ونشاطه مرتبط بسنن الله الشاملة للوجود. وكلها تعمل متنافسة وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق.
إنه اتصال هذا المخلوق المحدود قوة وجهدا بالأصل الأزلي الباقي الذي صدر عنه الوجود, وبالنواميس التي تحكم هذا الكون وبالقوة والطاقات المدخرة فيه ينطلق إلى الابداع والانطلاق حينئذ من حدود ذاته الصغيرة إلى الكون الكبير للبحث عن المجهول.
إن مقومات الإيمان تنسجم تماماً مع المقومات الإنسانية الرفيعة الكريمة سواء بسواء, ومن هنا يتلقى الإنسان تصوراته إلى قيمة العمل والإبداع من الإله الواحد الذي يدعوه إلى أن يكون عمله خالصاً له, بعيداً عن عبادة الهوى والمصلحة من أجل أعراض الحياة الدنيا, فالله خير وأبقي ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون))